التعذيب الأبيض
التعذيب الأبيض يعد أحد أشكال التعذيب النفسي الذي يتضمن الحرمان الحسي والعزلة، وقد استخدم بكثرة في السجون الإيرانية خاصة للسجناء السياسيين والصحفيين.
يعتبر من أشد أنواع التعذيب النفسي لأنه ينطوي على إزالة المحفزات من الحواس الخمس؛ الضوء والصوت، والرائحة، واللمس، والتذوق، ويؤدي إلى الهلوسة.
يوضع السجين في غرفة بيضاء بالكامل، ومضاءة بمصابيح بيضاء، ويرتدي ملابس بيضاء، ويقدم له طعام أبيض اللون كالأرز الأبيض. ليس هذا فحسب، بل يجب أن يكون المكان صامتاً تماماً أيضاً، فلا يسمع السجين إلا الأصوات التي يصدرها فقط. يبقى السجين في تلك العزلة، ولا يتحدث إلى أي شخص.
الغرض من هذا النوع من العقاب عادة هو غرس الخوف في السجين على الرغم من أن النتائج أكثر خطورة من مجرد سجين خائف. فالمحتجز يفقد هويته في هذه العملية، ولا يستطيع أن يتذكر من هو ولا أي شخص من عائلته لأنه يفقد قدرته على التعرف على الأشخاص المعروفين.
تعذيب الغرفة البيضاء بمثابة بؤس نفسي لا يتخلص منه السجين حتى بعد الخروج من السجن. إذ تستمر المعاناة إلى ما لا نهاية ولا يعود الشخص إلى طبيعته أبداً. قد تساعد جلسات الطب النفسي إلى حد ما، لكن الشفاء العقلي التام حلم بعيد المنال لهؤلاء السجناء .
التعليقات مغلقة.