الإله الذي نصر سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام موجود، وهو إلهنا فلماذا لا ينصرنا

سؤال يدور في بال كل مسلم اليوم

( إن تنصرو الله ينصركم ويثبت اقدامكم)

الإله الذي نصر سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام موجود، وهو إلهنا، فلماذا لا ينصرنا

والله تعالى قال لنا في كتابه الكريم :
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ}

{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}

فالله عزَّ وجل وعدنا بالنصر ، ووعدنا بالإستخلاف، ووعدنا بالتمكين، ووعدنا بالتطمين ..
ولكن الواقع المر الذي نعيشه اليوم : أننا مهزومين ، ولسنا مستخلفين، ولا مُمكنين، ولا آمنين

وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .. ومن أوفى بعهده من الله !
فأين هذه الوعود ؟!

الجواب لابد لنا من دفع_الثمن ..

نحن نقرأ في التاريخ أن الفرنجة حينما احتلوا القدس ذبحوا 70 ألفاً من المسلمين، وكُتَّاب التاريخ يقفزون فجأةً إلى أن صلاح الدين فتح القدس، ولم يسفك دماً، وكأنه فعل معجزةً، وكأنه فعل أسطورة !
ولكن صلاح الدين الأيوبي إستحق النصر بعد خمسين عاماً من إزالة المنكرات، ومن تعليم الطلاب العلم الشرعي، هناك جهود جبارة بذلها هذا القائد البطل تُوِّجت بفتح القدس .

فإذا أغفلنا هذه الجهود التي بذلها شعرنا أننا أمام أسطورة، أو أمام معجزة، وليس هناك أساطير ولا معجزات ..

صلاح الدين حينما أخرج الغزاة من الشرق قال كلمةً تهز الجبال قال :
( لن يعودوا ما دمنا رجالاً )

ولكنهم عادوا، وعادوا مرتين، عادوا في المرة الأولى حينما دخل قائد الجيش الفرنسي إلى مقامه، وقال: ها قد عدنا يا صلاح الدين ..
وعادوا ثانية الآن إلى العراق، وإلى أفغانستان، وإلى سوريا، وإلى معظم بلادنا العربية ، ولسان حالهم يقول: ها قد عدنا يا صلاح الدين .
فالسبب إذاً : ( أننا لسنا رجالاً )

فلنننتصرإلابالصلحمعاللهلنننتصرإلا_بالتوبة .
ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا يرفع إلا بالتوبة.

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

النصرلهثمن .. ثمنه طاعة الله عز وجل ..

أما توقع النصر من دون طاعة فغباء وسذاجة ..

و انتظار معجزة دون عمل غباء وسذاجة ..

و انتظار أن يأتي شيء غير مألوف فننتصر، غباء وسذاجة.

لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ))
[ متفق عليه ]
لكن أمته حينما تركت سُنَّته، هُزمت بالرعب مسيرة عام واعوام ..

قال تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

نخاف من كل تهديد، وننسى أن الله بيده كل شيء.

يقول الله تعالى

” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ “

ومعظم المفسرين يفسرون البأساء والضراء بأنها المجاعات والأمراض

والآية الكريمة حددت الهدف

” لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ “

أي يخرجون من الغفلة التي هم فيها ويعودون إلى الله تعالى فيدعونه ويستغفرون

كما أن آية أخرى قد حددت أن البلاء لن يؤثر في بعض الناس ، فلن يتوبوا ولن يستغفروا ، بسبب الغفلة التي يعيشونها حتى صارت قلوبهم قاسية ، وبسبب إشغال الشيطان لهم بالمعاصي

(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

فلنحذر أن نكون مثلهم ، ولنتخلق بخلق ( التضرع ) وهو التذلل والاستكانة ، وهو عكس التكبر والغرور ، فنعرف أن الله سبحانه وتعالى بقدرته التي لا يعجزها شيء جعل مخلوقاً لا يُرى يكسر الطغاة والجبابرة وكل البشر ، فاعرف قدرك أيها الإنسان

اللهم إنا ضعفاء فارحمنا، وأذلة فأعزنا،
وفقراء الى رحمتك فارزقنا ، ومرضى فاشفنا ، وأنت على كل شيء قدير.

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه أجمعين

التعليقات مغلقة.