السؤال؟
كيف أتصرف إذا أساء إلي أحدهم أو شتمني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن سبِّه إنسان أو شتمه فهو بين خيارات ثلاث:
الأول: أن يعفو عن الظالم ويسامحه، وهذا أفضل الخيارات وأكرمها، فقد ندب الله سبحانه عباده إلى الصبر بقوله: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {آل عمران:186}.
وندبهم إلى العفو، بقوله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}.
وقال: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
وفي صحيح مسلم ـ من حديث أبي هريرة ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً يعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
واعلمي أن العفو والصفح هما خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خلق رسول الله، فقالت: لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. رواه أحمد والترمذي، وأصله في الصحيحين.
الثاني: أن يسكت عنه، ولكن لا يسامحه، بل يفوض أمره فيه إلى الله سبحانه، لينتقم له منه، وهذا مشروع، لكنه دون الأول في الفضل.
الثالث: أن يرد عليه بمثل ما سبه به، وهذا جائز بشروط وضوابط سبق بيانها في الفتوى رقم: 130331.
انتهى.
والله أعلم.
خيارات التصرف مع من أساء إليك
رقم الفتوى: 132046
التعليقات مغلقة.