أسرع هزيمة في التاريخ
معركة عين التمر .
كانت الجيوش الموجودة “بعين التمر” مكونة من قوتين كبيرتين : قوة فارسية بقيادة “مهران بن بهرام” ، وقوة عربية نصرانية مكونة من خليط من قبائل “تغلب” و”إياد” بقيادة “عقة بن أبي عقة” وكان عقة هذا أحمقًا مغرورًا دفع ثمن هذا الحمق والغرور غاليًا ، حيث طلب هذا الصليبي الحاقد المغرور “عقة بن أبي عقة” من القائد الفارسي “مهران” أن يخلي الساحة ليقاتل هو المسلمين وحده دون مساعدة من الفرس ، وقال له : “إن العرب أعلم بقتال العرب ، فدعنا وخالدًا” ..
خرج عقة بن أبي عقة المغرور ومن معه من العرب المتنصرة من المدينة للصدام مع المسلمين وأوغل في الصحراء غرورًا منه لمبادرة المسلمين بالهجوم ، ووصل إلى منطقة “الكرخ” وعبأ قواته النصرانية ، ووصل المسلمون إلى أرض المعركة وعبأ خالد بن الوليد الجيش بسرعة ، واستعد للقتال ، ولم يكن خالد رضي الله عنه قد رأى عقة بن أبي عقة من قبل ، ونظر إليه نظرة الفاحص الخبير بنفوس المحاربين ، فعلم أن هذا الرجل شديد الغرور .
فقرر القيام بحيلة بارعة شجاعة جريئة في نفس الوقت ، وهي خطف القائد عقة بن أبي عقة نفسه في عملية فدائية أشبه ما تكون بعمليات الصاعقة ، فانتخب مجموعة خاصة من أبطال المسلمين ، وأطلعهم على الفكرة الجريئة ، فوافق عليها الجميع ، فالكل أبطال ، وبالفعل انقض خالد رضي الله عنه ومجموعته الفدائية على صفوف العدو وهم يقدرون بعشرات الآلاف كما ينقض الأسد على فريسته ، وكان “عقة” مشغولاً بتسوية الصفوف ، واندهش العدو من هذه المجموعة الصغيرة التي تهجم على عشرات الآلاف ، ولم يفيقوا من هول الصدمة وإلا و خالد رضي الله عنه قد أسر “عقة” وحمله بين يديه كالطفل الصغير وعاد به إلى صفوف المسلمين ، وعندها تجمدت الدماء في عروق العرب المتنصرة ، وركبهم الفزع الشديد ، ففروا من أرض المعركة دون أن يسلوا سيفًا واحدًا في أسرع هزيمة في التاريخ .
واصل المسلمون سيرهم بعد هذه الضربة الخاطفة حتى وصلوا إلى أسوار المدينة ، وكان “مهران” وحاميته الفارسية قد عرفوا بما حل للمغرور “عقة” ومن معه ، ففروا هاربين تاركين أعوانهم النصارى لمصيرهم المحتوم عندها أسقط في يد النصارى في المدينة فأرسلوا لطلب الصلح مع خالد بن الوليد ، ولكن خالدًا علم أن هؤلاء الذين يطلبون الصلح هم المحاربون الذين انهزموا في أرض المعركة وهم بالتالي لا يستحقون الأمان والصلح ، وإنما أجبرهم على ذلك قرب أجلهم ، ودنوا هزيمتهم ..
فرفض خالد بن الوليد الصلح معهم ، إذ لا أمان مع هؤلاء الخونة الكفرة ، الذين باعوا أنفسهم للمشركين الأصليين عباد النار ، وقاتلي بني جلدتهم وأهل كتاب مثلهم ، لا لشيءإلا بدافع الحقد والحسد .
أصر خالد رضي الله عنه على عدم الصلح حتى ينزلوا على حكمه ، وهذا معناه في عرف الحروب أن يكون خالد مخيرًا في فعل أي شيء معهم : يقتلهم، يسبيهم، يعفو عنهم ، المهم أنهم تحت حكمه وأمره .
فلما يئس المتنصرة من نجدة الفرس لهم نزلوا على حكم خالد بن الوليد ، فألقى القبض على جميع من يقدر على حمل السلاح ثم حكم في الحال بإعدام المحاربين ، وبدأ بزعيمهم الأحمق “عقة” وسبى الذرية والأموال .
والجدير بالذكر أنه كان هناك ﺛﻼﺛﺔ ﻏﻠﻤﺎﻥ ﺃﻭﺩﻋﻮﺍ ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ ( ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ) ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻔﺮﻏﻮﺍ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺛﻢ ﻳﻨﺸﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﺍﻷﻭﻝ : ﺳﻴﺮﻳﻦ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻳﺴﺎﺭ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻧُﺼﻴﺮ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ المسلول ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ رضي الله عنه ، ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻷﻭﻝ ” سيرين ” ﻭﺃﻧﺠﺐ :
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ : ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ .
ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ” يسار ” ﻭﺃﻧﺠﺐ :
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ : ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ .
ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ” نُصير ” ﻭﺃﻧﺠﺐ :
ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ : ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ .
اللهم عودة ..
المصادر :
تاريخ دمشق / ابن عساكر .
فتوحات الشام / الواقدي .
التعليقات مغلقة.