إمبراطورية الهون الغربية
الهياطلةThe_Hunnic_Empire
الشعوب التى أذاقت أوربا الويل !
🔹️ ملخص ماسبق :
▪︎إمبراطورية الهون أنشأتها قبائل الهون في أوروبا نهاية القرن الرابع الميلادي متخذة المجر مركزا لها وهم سبب تسميته هنغاريا ؛ ضمت في أقصى اتساع لها دولا وأجزاء من دول اليوم الأوربية و الآسيوية أكثرمن 20 دولة ..
▪︎والهون هم مجموعة قبائل أصلها أوراسي،من الرعاة الرحل، ظهروا من شرق نهر الڤولگا وهاجروا إلى أوروبا حوالي 370 ميلادية،
▪︎يزعم المؤرخون الأتراك أن الهون هم قبائل الترك بينما تتحدث المصادر الأخرى عن أن الهون ضمت الإيغور و المغول و الترك و الصينين ؛ و على أي الأحوال لم تنكر تلك المصادر زعامة الترك لشعوب الهون ..
▪︎وبينما تدعي تلك المصادر أن سبب نزوح الهون وزحفهم على أوربا هو هزيمتهم الساحقة أمام الصين ؛ تذكر المصادر التركية أن الصين خضعت فترة طويلة من الزمن لحكم إمبراطورية الهون الشرقية (*الترك ) إلى أن انقسم الهون إلى مملكتين شمالية و أخرى جنوبية اشتركت مع الصين في قتال أختها الشمالية .. و هذا هو سبب الهزيمة فيما نظن وبداية توجههم غربا نحو أوربا .
▪︎إمبراطورية الهون الغربية ( 420 – 469 م) شهدت أزهى أقوى عصورها في عهد ( أتيلا الهوني Attila The Hun ) المرعب ..
▪︎تحرص المصادر الغربية على تصوير الهون بالهمجية و الوحشية و بكل ماهو بشع .. في حين أن الهون لم ينتصروا و يتغلبوا على أوربا إلا لدقة تنظيماتهم الإدارية و العسكرية و امتلاكهم للأسلحة الأكثر تطورا في ذلك الزمن ؛ و جنودا مهرة مدربين على أعلى مستوى ..(1)؛ (4)
🔹️ يقر المؤرخ التركي يلماز أوزطونا بامتزاج الجنس التركي مع أجناس أخرى و هذا المزيج هو أصل قبائل الهون فلننظر ماكتب :
الأتراك من الأقوام البيضاء المسماة البراكيسفال ( ذوي الرؤوس الواسعة ) ويستدل مما توصل إليه العلم الحديث وما نتج عن الحفريات والدراسات التي قام بها علماء الآثار من الروس أن قوم براكيسيفاليا أطلقوا عليه :
( إنسان أندرونوف ) كان يعيش قبل أربعة آلاف سنة في أواسط آسيا. وتختلف هذه الأقوام اختلافا كليا عن الأقوام المسماة دوليكوسيفال ( مستطيلةالرؤوس ) …
وقد سكنت الأقوام البروتو– تركية في البقاع الواقعة بين جبال تانري والطاي في إقليم جونغاريا ( شمال تركستان الشرقية ) مظهرة علامات التوسع إلى الجهات الأربع وقد اعتادت هذه الأقوام على تربية الثيران والجمال وتطبعت بطابع الصيد والقتال، فكانت تقدس النسر وتزين مقابرها بمخالب النسور.
ولم تتوان في بعض البقاع من تربية غزلان الرين وثيران الياق. وعمدت إلى صنع السكاكين وبعض الآلات من النحاس
ثم نجحت بعد مئات السنين في الاستفادة من المواشي.
تاريخهم يرجع إلى 6000 سنة في أناف وعشق آباد عاصمة
تركمنستان. أما الطبقة الخامسة لثقافة أناف فتمتد إلى بداية أعوام الميلاد.
وتبدأ معالم الحضارة بالتبلور بشكل أوضح وأعمق مدى في الطاى في الألف الثاني قبل الميلاد بين سنوات 2000 -1000 ق.م ، وتحتل الأقوام البروتو- تركية المركز الرئيسي في صناعة الذهب في الألف الثاني قبل الميلاد . ويخرج البروتو- أتراك في هذه العصور من مكانهم في الألطاي الشمالي إلى جنوبي سهل سيبريا.
ولا تخرج الأقوام هذه في تلك الأدوار من كونها قبائل رحل فهي لا ترجح الاستقرار في بقعة ما إلا نادرا. وفي نفس هذه العصور نرى أقوام المغول والتونغوز وهي من أقرب أقرباء الأقوام التركية تعيش في سواحل بحيرة بايكال في ظل حضارة مختلفة .
وبتأثير حضارة الصين الفاتحة في الجنوب والحضارة التركية في الغرب نرى تقاربا بين الأقوام التركية والمغولية يعقبه امتزاج بين هذه الأقوام يظهر أثره في تطبع بعض الأتراك بطابع مغولي .
.ويمتاز هذا العصر من الناحية الأنثروبولوجية بامتزاج
البروتو- أتراك المتزايد مع المغول. ولتفوق الثقافة التركية على أختها المغولية كان الأطفال الذين يولدون نتيجة لهذا التزاوج يظهرون صفات تركية وقد ينطقون بالتركية مع تمثيلهم لمعالم المغول.
وأنه مما لا يثير أية دهشة أن يبدأ المغوليون بفقدان طابعهم الأصيل متأثرين بالشخصية التركية في العصور الساحقة في القدم …
ويستدل عالم الدراسات التركية المجري نيميث (1940م) من أدلة لغوية على أن الوطن الأم للأتراك هو في الغرب شمال بحيرة أرال متراميا إلى الألطاي في الشرق وإلى جبال الأورال في الشمال والغرب.
أما بالنسبة للمؤرخ التركي – زكي وليدي طوغان ( 1927 (فإن الوطن الأم للأتراك يقع في المثلث الواقع
بين بحيرة أرال وجبال الطاي وتانرى في البقعة التي تحوي بحيرة بالقاش.
وتتحدث الوقائع الصينية عن حكام السهول الشمالية التي تسميهم :
- في عام (1766 ق.م) تسميهم : (تشون- غوي)
- وفي عام (1122 ق.م) تسميهم : ( تا- بي )
- وفي عام (1116 ق.م) ” : (به- جي )
- وفي عام (627 ق.م ) ” : (كيو- كوي) . وبات في حكم المؤكد بأن هؤلاء الحكام هم من الأتراك ويتعذر علينا معرفة الأسماء التركية لهؤلاء . ويتفق المؤرخون (هارلتز )،و (جروم كرجيمايلو) ،و (دارمشتيتر)،و (مونستيربرغ)، و(كوبرس)، و(هالاون)، و(ليج) ، و(انغ- بـون-سون )،
في أن التشو الذين يشكلون الإمبراطورية الصينية الثالثة هم من الأتراك وان هـؤلاء الأتـراك الـذين تميزوا بتفوقهم العسكري الفذ وعملهم المنظم تمكنوا من السيطرة على الصين من عام 1050 ق.م إلى عـام 256 ق.م .
وبالرغم من عدم إندماجهم مع الصينيين فإنهم عملوا على رفع شأن الحضارة الصينية إلى أبعد شأو . (*2)
🔹 الهون ️أو الكون … ( 220 ق.م ــ 216 ب. م )
إمبراطورية الهون الشرقية قبل الهجرة لأوربا
▪︎ سلالة الهون
بات في حكم المؤكد أن تيومان يابكو لم يكن أول من حكم في السلالة الهونية ؛ والتسمية التركية للقوم التركي الذي يسميه الغربيون( الهون )هو الكون ؛ وقد حرفت التسمية في المصادر الصينية إلى هيونغ نو. ويعتقد أن الاسم التركي لتيومان هو تومان.
ولا.يقتصر دور (تيومان يابكو) على كونه فاتحة للتاريخ التركي بل إن عام 220 ق.م هو المنطلق الأول للدولة التركية .
ان الدولة التركية التي أسست في الأراضي الأجنبية قد استمرت في سيرها التاريخي ناقلة مركز ثقلها على مر السنين إلى الجنوب الغربي حتى عصرنا الحاضر.
وسلالة الهون تتميز بكونها السلالة التي حكمت الدولة لأطول مدة إذ حكمت 436 عاما ابتداء من تيومان حتى فقدها للسلطة عام 216 ب.م .
كما أن الهون هم المؤسسون للدولة التركية الكبرى. فقد ضموا القبائل التركية كلها تحت لواء واحد ؛ وقد سمي أول الحكام الذين حكموا هذه الدولة باسم قبيلتهم ؛ وكذلك الأمر بالنسبة للأبار والكوك تورك ؛
وقد سمى الأباطرة الأتراك بلقب(يابكو) أولا ثم أطلق عليهم لقب ( القاغان أو الخاقان) إلا أن جميع أباطرة الهون عرفوا بلقب يابكو.
▪︎ تيومان يابكو 220 ــ 209 ق.م
دام حكم تيومان أحد عشر عاما بين سنتي 220 ق.م و 209 ق.م . وقد هيئ للدولة التركية طريق عظمتها على عهد أبنه مته. وم قد وحد الإمارات والدويلات التركية التي كانت
تعيش مستقلة عن بعضها البعض.
وساعدت الاضطرابات الحاصلة في الصين على أن يلم الأتراك شعثهم ويستولوا على مناطق هامة من الأراضي الصينية ..
أراد تيومان بتحريض من إحدى زوجاته أن يبعد مته عن ولاية العهد ليسند المنصب إلى ابنه من زوجته هذه. إلا إن مته الذي لم يقبل بهذا الأمر فجمع جيشا قوامه عشرة آلاف رجل ودرب هذا الجيش تدريبا لم يسبق له مثيل وثار بهذا الجيش على أبيه.
وقد قتل في هذا الصدام تيومان وزوجته المحبة وابنه من هذه الزوجة وتشبه هذه الحادثة إلى حد كبير حادثة أخرى جرت قبل ثلاثة وثلاثين ومائة عام من هذا التاريخ بين الاسكندر الكبير وأبيه فيليب الثاني.
▪︎ متـــــه ( اوغوز خان ) 209 ــ 174 ق. م
يطلق الصينيون على مته إسم ( ماو- تون ) ويعتقد أن هذا الاسم محرف عن موتون التركية. وقد سماه الأتراك فيما بعد مته ؛ وقد خلده الأتراك باسم اوغوز خان.
ويدل إكمال سور الصين في عام 210 ق.م على مدى تخوف الإمبراطورية السماوية ( أي الصين ) من الأتراك في هذه الفترة إلا أن هذا السور العظيم لم يمنع مته من دخول الصين.
وقد عمل مته طوال خمسة وثلاثين عاما من حكمه على جعل الدولة التركية أعظم إمبراطورية في العالم من حيث المساحة والقوة. وكان عهده فاتحة عهد جديد للأتراك في تاريخ العالم حيث ظهرت أهميتهم بشكل واضح وصريح كعنصر قوي في
ميزان القوى في العالم القديم.
وكان الهون يعيشون بالقرب من بحيرة بايقال. وقد استطاع مته أن يجمع جميع من تعارفنا على تسميتهم اليوم بأقوام الطاي أي الأتراك والمغول والتونكوز في دولة واحدة.
ثم قام بفتح مناطق عديدة من قارة آسيا حتى الهند وبحر الخزر (قزوين) ؛ ولم يكن ينافس الأتراك كقوة عظمى في هذه الآونة غير الصينيون.
وقد تصادم القومان الكبيران الصين والهون لتناقض أسلوب معيشتهم وتنظيمهم وثقافتهم وحضارتهم ودينهم .
فكان الأتراك يغيرون على الأراضي الصينية من اضعف مناطق سور الصين وبصورة خاصة من سهل أوردوس.
وقد حدث أن حاصروا الجيش الصيني الذي كان يبلغ 320 ألف رجل وعلى رأسه الإمبراطور (كاو – تي) في قلعة بتنغ.
وقد طلب الإمبراطور الصيني لشدة الخطر عقد الصلح مع (مته بايكو ) على أساس دفع الصينيين لضريبة معينة وتسليم المقاطعات الشمالية في الصين إلى الأتراك ..
ولم ينس الصينيون هذه الأيام العصيبة وقد ظلوا طوال قرون عديدة يترنمون بأغنية شعبية مطلعها ( شح الخبز في قلعة بتنغ سبعة أيام لم يستطيع الجنود أن يرموا سهامهم) ،
رحل مته عن إمبراطورية مترامية الأطراف تمتد من المحيط الكبير (الهادي) إلى بحر الخزر(قزوين) ومن التبت وكشمير إلى شمال سيبريا وتحوي على مناطق لا تقل مساحتها عن 18 مليون كم مربع.
وبذلك فقد سيطر الأتراك على قارة آسيا برمتها باستثناء مناطق الصين والهند وإيران.
كان الصينيون يسمون (اليابكو) أي الإمبراطور الهوني :
( شن يو ) وكان مقدسا يبجل بعنوان تانرى قوت( تانزو بالصينية )
كان اليابكو مطلق الصلاحيات وكان الابن الأكبر له أو شقيقه الأكبر في.حالة عدم وجود الابن يسمى بولي العهد. ويكلف بحكم المناطق الشرقية عامة ؛ أما حكم المناطق الغربية فكان يودع إلى أحد أمراء السلالة الحاكمة.
أما التوجيه والأشراف والأوامر فكانت تصدر مباشرة من اليابكو.
ولم تكن إمبراطورية الهون التركية تحوى على كثافة من السكان مثل الصين وآسيا القريبة إذ كان عدد السكان قليلا خاصة أنهم من الرحل .
وكانت المدن تؤسس على شكل خيام يمكن نقلها بسهولة. وكان السكان يعملون في تربية الحيوانات والاستفادة من مواردها.
أما من الناحية الصناعية فكانت صناعة الأسلحة والجلود تحتل مكانة بارزة لكونها تتعلق بالأمن القومي. أما الكماليات فكانت تستورد من الصين ومن الأقاليم الأخرى. كما كانت
تدخل إلى البلاد في أغلب الأحوال على شكل غنائم حربية أو بالمقايضة في زمن السلم. .
وكانت ظروف المعيشة قاسية لا ترحم ؛ كما كانت النساء يعملن جنبا إلى جنب مع الرجال. وكان المجتمع التركي مجتمعا أرستقراطيا تحتفظ العوائل العريقة فيه بالمراكز العسكرية الحساسة كما كانت هذه المناصب تتوارث في كثير
من الأحوال من الأب إلى الإبن.
وكانت هذه العوائل معفاة من دفع الضرائب. وكانت الرتب العسكرية هي :
١ – أمير يرأس الفرقة
٢ – رئيس مسؤول عن ألف جندي
٣ – رئيس لمئة جندي
٤ – رئيس لخمسين جنديا
٥ – رئيس لعشرة جنود .
وكان هؤلاء الضباط يقودون فرسانا بالعدد المبين في رتبهم العسكرية..
أما الجيش فكان مكونا من الفرسان وكثيرا ما كان الفارس يستصحب معه فرسا احتياطيا آخر.
كان الجيش مؤلفا من أربعة وعشرين فرقة؛ و الفرقة مؤلفة من عشرة آلاف شخص.
وكانت رئاسة الفرق تنتقل بالوراثة بين أفراد العوائل النبيلة.
ويجدر بالإشارة أن قدرة المناورة لذلك الجيش كانت متفوقة جدا. كما كان اكبر جيش محارب إذ لم يكن يحوى صفوفا غير محاربة .
فقد كان كل رجل تركي يعد جنديا. كما كان كل من يستطيع حمل السلاح خاضعا للتدريب. أما التسليح فكان بالنبال والسيوف والمدايا ؛ وكانت الأسلحة التي يصنعونها من الحديد مشهورة ومتفوقة على أسلحة من جاورهم من الأمم.
كما كان رمي السهام لدى الأتراك الهون شيئا لا يستطيع الآخرون منافسته. وكان الأتراك طبيعيين أي يعبدون قوى الطبيعة ؛ وكانت أكبر الآلهة عندهم آلهة السماء ؛ وقد عرفوا بكونهم قانعين متشبعين بالشعور القومي كما كانوا مؤمنين بأحقيتهم في التحكم بالعالم والسيطرة عليه.
وكان شعب الهون يطيعون زعماءهم الذين يتوسمون فيهم المقدرة طاعة عمياء ؛ ولئن كان هناك مجلس استشاري مكون من النبلاء فإن الكلمة الأخيرة في المجلس كانت لليابكو و كانتوإرادته لا تقبل المناقشة ؛ وكان لهذا النظام في الإدارة مساوئ عدة إلى جانب محاسنه وذلك إن الزعماء كانوا ضعيفي الشخصية والقدرة فيتفرقون لحين ظهور زعيم قوي يلم شعثهم مرة أخرى.
ولعل من المفيد أن نذكر بأن الدهاء القومي لديهم كان يتمثل في قدرتهم الخارقة على تنظيم صفوفهم والعمل بشكل منظم. وتظهر آثار هذا التنظيم مرارا في استطاعة نفر من الأتراك اختراق الصين وتأسيس دولة كبرى في أراضيها.
لم يكن الأتراك يتوجسون من المسافات الجغرافية. إذ كانوا يتكيفون حسب الإقليم الذي تطأه أقدامهم وكأنهم عاشوا فيها مئات السنين فيثبتون دعائم دولتهم على أسس قوية وبسرعة فائقة.
أما التسامح الديني لديهم فكان مشهودا ومعروفا في آسيا. إذ كانوا يحترمون ديانة الأقوام الخاضعة لحكمهم ولا يتدخلون في عاداتهم وطريقة معيشتهم ويمنحونهم حقوقا واسعة لإدارة شؤونهم الداخلية ؛ إلا أنهم كانوا إلى جانب هذا يعمدون إلى فرض الضرائب وجبايتها بانتظام ويقمعون أي تمرد دون هوادة ..
ولم يكن الأتراك يجندون في جيوشهم أبناء الشعوب الأخرى كما كانوا لا يستخدمون مرتزقة. وبذلك فقد كان الجيش التركي جيشا قوميا خالصا وقد استمد هذا الجيش عظمته وقوته من هذا الأساس.
خلد الأتراك ذكر (مته) الذي جعل من الدولة التركية إمبراطورية عظمى فظهرت ملحمة اوغوز قاغان ( خان ) ؛ وتتحدث هذه الملحمة عن فتوحات مته في الصين والهند وفي مسالك أوربا والأقاليم المتجمدة في آسيا الشمالية. وقد جعل الأتراك من شخص مته أسطورة مقدسة …
وتروي الملحمة :
{ ولد آي قاغان طفلا فاحم الشعر والحاجبين احمر الشفتين. وكان هذا المولود أجمل من الملائكة . رضع من أمه مرة واحدة ثم انقطع عن الرضاعة. ثم امتطى صهوة الحصان. وأنطلق في صيد الغزلان. وأصبح شابا يشار إليه بالبنان.
و لمح اوغوز قاغان وسط النور فتاة حسناء على خدها خال يتوهج ضياء كنجمة القطب. كانت فتاة إذا ضحكت، ضحكت السماء الزرقاء معها وإذا بكت أجهشت السماء الزرقاء بالبكاء. أحب أوغوز قاغان هذه الغادة الحسناء وتزوجها فأنجبت منه ثلاثة أبناء سموا : كون ( الشمس )، آي ( القمر ) و يلدز (النجم).
وذات مرة كان أوغوز قاغان خارجا للصيد عندما لمح بالقرب من البحيرة شجرة معمرة وكانت فتاة حسناء تقعد تحتها كانت الفتاة جميلة يشبه شعرها النهر في مسيره وأسنانها الدر والصدف ؛ أما عيناها فكانتا زرقاوين كالسماء ..
أحبها أوغوز قاغان وتزوجها فأنجبت للقاغان ثلاثة أبناء أطلق عليهم أسم كوك ( السماء )، داغ ( الجبل ) ودنيز ( البحر ). وكان في هذه الآونة حاكم يسمى التون قاغان يحكم المناطق الشرقية وقد أرسل إلى قاغان رسولا محملا بالكثير من الذهب والفضة والدرر والجواري مبلغا إياه طاعته واحترامه.
فقبل منه اوغوز قاغان الطاعة ثم هم بالمسير فقطع مسيرة أربعين يوما حتى وصل إلى جبال الجليد ؛ وفي هذه البقعة الباردة خيم اوغوز قاغان ؛
وعند مطلع الفجر تسلل إلى خيمة اوغوز قاغان شعاع من النور وخرج من حزمة النور ذئب أغبر وخاطب اوغوز قاغان
قائلا :
- إيه اوغوز سأسير أمامك من الآن.
أمر اوغوز قاغان بجمع الخيام وبدأ بالمسير وكان الذئب يسير أمام طلائع الجيش ؛ وبعد أيام وقف الذئب فأمر اوغوز قاغان جيشه بالوقوف على ساحل نهر أيتيل ؛
وأشتبك أوغوز قاغان بجيش العدو في معركة دامية فصبغت مياه النهر أيتيل بدماء الأعداء. وتم لاوغوز قاغان النصر.
ثم سار الذئب وهو يقود اوغوز قاغان إلى إقليم السند. وهنا حارب أوغوز الكثير من الأعداء ؛ وضم هذه الأراضي إلى دولته وطفق عائدا ..
وكان يرافق أوغوز قاغان وزير صائب الرأي، أغبر الشعر، ناصع اللحية يسمى أولوغ تورك. وقد رأى اولوغ تورك في
منامه ذات ليلة قوسا ذهبيا وثلاثة سهام فضية.
كان القوس يمتد من الشرق إلى الغرب والسهام من الجنوب إلى الشمال فأفضى بحلمه إلى اوغوزقاغان وقال : أيها القاغان ملأت حياتك بالخيرات وأسبغ عليك الرب نعمه فحقق لك ما رأيته في الحلم.
فاستمع أوغوز قاغان إلى نصائح أولوغ تورك وسرته كلمات وزيره ثم جمع أولاده وخاطبهم قائلا :
- أنني أبغي الصيد ولكن الوهن أدركني وخارت قواي.
- يا كون، و آي، ويلدز ! إنطلقوا إلى الشرق ..
- وأنتم يا كوك، وداغ، ودنيز أذهبوا إلى الغرب.
ونفذ الأبناء أوامر والدهم فذهب ثلاثة منهم إلى الشرق وأنطلق الآخرون إلى الغرب . فأصطاد كون و آي ويلدز الكثير من الغزلان والطيور ثم لمحوا في الطريق قوسا ذهبية فأخذوها إلى والدهم فسر اوغوز قاغان بذلك وقال: أيها الأخوة الكبار لتكن هذه القوس لكم.
أما كوك وداغ ودنيز فاصطادوا بدورهم الكثير من الغزلان والطيور ثم لقوا في الدرب ثلاثة سهام فضية فأخذوها إلى والدهم الذي سر بذلك وقال: أيها الأخوة الصغار لتكن هذه السهام لكم.
ثم جمع اوغوز قاغان مجلس الشورى الكبير ودعا الرعية إلى اجتماع كبير وتبودلت الآراء، فقسم اوغوز قاغان وطنه بين أبنائه وقال :
– يا أبنائي لقد عشت طويلا وخضت غمار معارك عديدة، رميت السهام بكثرة وأمتطيت صهوة الخيول، وأبكيت أعدائي وأضحكت أصدقائي ؛ فوفيت للرب الأزرق ما علي وهذه مملكتي أودعتها بيدكم .
إعتلى( لاو – شانغ) العرش بعد والده (مته) في عام 174ق.م وفي المصادر الصينية يسمى (كي- يو) وتزوج من أميرة صينية ؛ وقد أستمر حكمه ثلاثة عشر عاما ..
خلفه من بعده أبنه (جون- جن) في عام 161 ق.م وتزوج في عام 152 ق.م بدوره من أميرة صينية. ويطلق الصينيون عليه أحيانا اسم (كون) وأستمر حكم هذا اليابكو خمسة وثلاثين عاما ..
وخلفه من بعده إيجي هيسه لوفاة أخيه الأكبر يوشان (يوتان ) في نفس السنة. وأستمر في الحكم إثنى عشر عاما لغاية عام 114 ق.م ..
وأعقبه في الحكم بعد وفاته وو- وي( اوواي ) الذي حكم تسعة أعوام إلى عام 105 ق.م ..
خلفه أبنه وو- شيه- لو- أره ( اوشيلو ) فحكم مدة ثلاثة أعوام وتوفى وهو في.الثامنة عشرة من عمره فأعتلي العرش عمه جولي هو ( كويليهو ) الابن الأوسط للإمبراطور ايجي هيسه.ولكنه لم يبق على العرش إلا عاما واحدا ( 102 ــ 101 ق.م ) ..
خلفه أخوه جوتي هو ( تي تي هو ) فحكم خمسة أعوام إلى عام 96 ق.م .
ثم أعتلى هولو- كو ( هولوكو ) العرش وحكم أحد عشر عاما إلى عام 85 ق.م و هو الإمبراطور العاشر للأتراك الهون و الابن الثاني للإمبراطور اوشيلو يابكو … (*3)
……………
🔹️ في الفقرة القادمة إن شاء الله : إنقسام إمبراطورية الهون الشرقية إلى مملكتين شمالية و جنوبية و الحروب بينهما و بين الصين ؛ ما قبل هجرة الهون لأوربا مباشرة
(1) قارن بين وصف الهون في كتاب “أتيلا الهوني ملك البرابرة وسقوط روما” لجون مان ؛ وبين وصفهم به في كتاب “المدخل إلى التاريخ التركي” يلماز أوزتونا .. وانظر Avrupa Hun İmparatorluğo) (4مارس 2016 على موقع واي باك مشين.) و ( 22 يناير 2020) (2) يلماز أوزطونــا المدخــل إلى التاريخ التركــي ترجمها من التركيةأرشـــد الهرمزي ص٧-٩
(* 3) يلماز أوزطونا المرجع السابق ص٣١-٣٥
(* 4) مصادر للموضوع ككل
*Prof.Dr.Pierre Chuvin, İlk ilişkiler, Efsaneler dünyasından bir akrabalık, Popüler Tarih
*Dergisi, Ekim 2006 Fransa Büyükelçiliği
*Priscus, Bizans Tarihi (cilt 1)
*Avrupa Hun İmparatorluğu önbilgisi
*Stewart Oost, Galla Placidia Augusta , s.284
*Jordanes, Gotlar Kökenleri ve Tarihi
التعليقات مغلقة.