صليت التراويح في مسجد من المساجد و كانت بجانبي امرأة تئن في صلاتها من كثرة البكاء فلما سلم الإمام وضعت يدي على يدها و قلت :
الله يجعلك من عتقاءه من النار قالت آمين .. قلت و يغفر لك .. فأنزلت رأسها …قلت و يصب عليك من حنانه صباً و يحقق لك أمنياتك ..
فأخذت تبكي بحرارة ثم أكملنا الصلاة ..و بعد الصلاة أعطيتها ماء لتشرب ، قلت كيف أنت الآن قالت الحمدلله أحسن .. قالت أنت أمل الشيخ ؟
فإذا بها تعرفني ولا أعرفها ! قلت نعم قالت أنا أعرفك من تويتر و”حسيت”أنك أمل “! فتعجبت قلت سبحان الله صدق إحساسك قالت
سامحيني أزعجتك في الصلاة ببكائي قلت ابداً لكن فوضي أمرك لله قالت أنا أبكي لأن زوجي طلقني في أول يوم في رمضان !
و ما زلت متأثرة من طلاقه لي ! قلت لا تبتئسي و اعلمي أن الله لطيف و الأيام ستبين لك لطفه قالت أخذ مني ابنتي و حرمني منها و هي رضيعة !
و أوجع لي قلبي ! و كل هذا لأنني اكتشفت أنه يخونني فلم أسكت ! قلت ماذا فعلتي ؟ قالت طلبت الطلاق قلت اسمعي يا حبيبة لا يلومك أحد في قرارك
فأنت امرأة كبيرة و عاقلة و أنت أدرى بما يناسبك لكن المهم أن تكوني مرتاحة ! قالت كنت سأكون مرتاحة لكنه أخذ ابنتي مني و أنا قلبي لا يتألم لفراقه
فخيانته لي قضت على كل معاني الحب له لكن ما يؤلمني “ابنتي” قلت سترجع لحضنك فلا تخافي ولا تحزني و الله يختبر صبرك و مدى تحملك و قوتك على الابتلاءات
، ثم قلت لأسليها قلت و أبي رحمه الله مات في أول يوم من رمضان ! قالت قرأت الخبر في تويتر و آلمني جدا .. قلت : أبوك موجود؟
قالت نعم قلت وأمك قالت نعم ! قلت والله أنا أغبطك جدا .. فمصيبتك أقل من مصيبتي بكثير قالت نعم أنا لا اتخيل حياتي من دون والديّ
وهما يذودان عني ويحاولان إرجاع طفلتي لحضني قلت أكثري من الاستغفار و أبشري فالله لا يعذبك و أنت تستغفرين !
فأخذت تبكي و تقول أستغفرك يا ربي أستغفرك سامحني ورجع لي بنتي ! أقسم بالذي لا إله إلا هو وهي تبكي وصلتها رسالة من طليقها
“تعالي و خذي ابنتك آذتني ببكائها” وهكذا ينزع الله الرحمة من قلبه ليرحم تلك المرأة! ما رأيتها إلا قامت و هي تبكي و تحمد الله
و تتصل بأمها لتخبرها ليأخذوا الطفلة من والدها .. .. ثم سلمت علي و ذهبت .. و جلست أتأمل !كنت أعلم علم اليقين أن الله لا يعذب المستغفرين
لكني رأيت ذلك فاطمأن قلبي .. و يا فوز المستغفرين .. أستغفر الله.العظيم واتوب اليه.
جعلني الله واياكم من اسعد خلقه في الدارين
التعليقات مغلقة.