من الاشكاليات الكبيرة في فهم النصر الاسلامي ربطه بالأشخاص، وتصور أن الفرج يأتي من شخص واحد، من القائد البطل الصالح الزاهد. وأمثلة هذا في التاريخ عديدة، فنحن ننتظر اليوم أحد هذه الشخصيات ليعود لنا العز والمجد :
عمر بن الخطاب – خالد بن الوليد – صلاح الدين الأيوبي – محمد الفاتح – محمود بن سبكتكين – المظفر قطز – ألب أرسلان – نور الدين زنكي – يوسف بن تاشفين …
هؤلاء ليسوا أشخاصاً إنما كانوا عظماء ولا شك، ولكن!! عظماء في جيل من العظماء.
فصلاح الدين مثلاً ألزم كل جندي أن يحضر شرح كتاب احياء علوم الدين وهو من أهم كتب تزكية النفس وتربيتها.
أما محمد الفاتح فقد أقال قادة الجيش ليتعلموا دينهم ثم أعادهم. وقد رباه الامام اق شمس الدين على كلمة عظيمة: لا تحمل السيف قبل أن تنزع عن قبلك الزيف.
أما ألب ارسلان فقد وزّر نظام الملك وأوكله ببناء شعب مسلم مجاهد فقام بنشر العلم الصحيح ومحق شبهات التي اثارها الضالون على الاسلام عبر إنشائه المدارس النظامية المشهورة وغيرها الكثير من الاصلاحات.
ومن ناحية أخرى نجد هؤلاء العظماء الثلاثة وغيرهم من رجال المجد الضائع قد اهتموا بالعلوم الدنيوية وحضوا الناس عليها، بل ودرسوها. وأشير فقط إلى أن صلاح الدين كان عالماً بالفلك ويحضر دروس الكيمياء والاعشاب كما ثبت في محاضر تلك الدروس والجلسات.
فالنصر يأتي بعد تربية وتصعيد جيل عالم بدينه، متخذا أياه منهاج حياة، متوكلا على الله، آخذًا بأسباب التمكين من علوم الدنيا …
التعليقات مغلقة.