انشاء سفينة نوح جديدة تشيل جواها كل الأجناس الحية وتنقلهم للقمر وتحفظهم في القمر تحسبًا لأي كارثة تحصل على الأرض؟!

تعرف إن في علماء دلوقتي من جامعة أريزونا عندهم مشروع إنهم يبنوا سفينة نوح جديدة، تشيل جواها كل الأجناس الحية الموجودة على الأرض، وتحفظهم في القمر تحسبًا لأي كارثة تحصل على الأرض؟!

طب تعرف إن المشروع ده بتتم دراسته بصورة جادة، وممكن جدًا يتم تنفيذه في المستقبل القريب، عشان يبقى واحد من أكبر المشاريع اللي تم تنفيذها في التاريخ البشري؟!

كوباية شايك الحلوة بقى، وتعالى أحكيلك ومتنساش النعناع

بص يا سيدي.. الموضوع كله بدأ باقتراح من مهندس اسمه جيكان ثانجا Jekan Thanga، بيشغل منصب رئيس معمل الإستكشاف الآلي الأرضي والفضائي Space and Terrestrial Robotic Exploration Lab أو اللي بيسموه SpaceTREx في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية..

طيب ايه الإقتراح ده؟

الإقتراح كان بيعرض فكرة لإنقاذ صور وأشكال الحياة على كوكب الأرض، في حالة حدوث أي كوارث بيئية أو طبيعية، أو حتى كونية أدت لانقراض الحياة على الأرض،

ونهاية العالم كما نعرفه.. الكوارث دي ممكن تبقى التغير المناخي أو ذوبان الجليد القطبي أو الحرب النووية أو حتى النيازك والمذنبات.. مش مهم أيه شكل النهاية على قد ما هو مهم إزاي نقدر نهرب منها..

الفكرة دي كانت إننا نصمم بناء شديد التطور جوه الأنفاق البركانية اللي موجودة تحت سطح القمر، عشان نقدر نخزن فيه أكتر من 6.7 مليون عينة من أشكال الحياة الأرضية..

بما فيها البويضات والحيوانات المنوية البشرية، وحبوب النباتات، والسوائل المنوية بتاعت سلالات الحيوانات الأرضية، وعينات من ال DNA للطيور وغيرها..

وكل العينات دي هيتم حفظها بصورة متجمدة من خلال تكنولوجيا الكرايوجينيكس Cryogenics المتطورة، اللي بتحفظ العينات بشكل آمن تمامًا، في درجات حرارة تقدر بالمئات تحت الصفر، ف ظروف أبرد من أبرد الليالي القمرية..

طبعًا العينات دي هتبقى محفوظة ف مكانها ف ظروف آمنة تمامًا، وبعيد عن أي دراما ممكن تحصل هنا على الأرض.. عشان تدينا القدرة على إننا لو بوظنا الدنيا هنا ع الكوكب، يكون عندنا أوبشن ندوس على زرار ال Reset..

نقفل الراوتر ونفتحه تاني

المشروع ده لما تم طرحه في مؤتمر  IEEE للطيران ف أمريكا، الناس كلها افتكرت حاجة تانية شبيهة بالفكرة الطموحة دي، بس معمولة هنا ع الأرض.. الحاجة التانية دي هي مخزن سفالبارد Svarbald في الدائرة القطبية بالنرويج،

اللي شايل جواه قاعدة ضخمة بردو من الحبوب وصور حفظ الحضارة، تحسبًا لأي كارثة ممكن تحصل في أي وقت..

بس الفكرة ف المشروع الجديد بتاع القمر ده، هو إنه هيدي البشر القدرة على إنهم يبدأوا التاريخ من جديد، ويرجعوا الحياة على الكوكب زي ما كانت في حالة وقوع أي كارثة، وكمان هيبقى مؤمن بالكامل أكتر من بتاع النرويج، عشان هو مش معرض لأي ظروف أرضية من الأساس

طبعًا، عشان يقدروا يعملوا مشروع ضخم زي ده، فهو هيحتاج مجهود عالمي غير مسبوق، وتكلفة مستحيل تتحملها أي دولة لوحدها، تقدر بمئات المليارات من الدولارات.. تعالى أفهمك تفاصيل المشروع عشان تحاول أنت تستوعب الخيال ده!!

الفكرة يا سيدي إنهم عايزين يبنوا زي قاعدة أو مخزن فضائي ضخم ومتطور، جوه الأنفاق البركانية بتاعت القمر اللي قلتا عليها دي..

والميزة ف ده هي إن الأنفاق دي اتكونت مع بداية تكون القمر، من أكتر من 3 مليار سنة.. وهي محمية تمامًا من أي ظروف بيئية أو كونية خطيرة، سواء كانت ضريات المذنبات والنيازك الصغيرة،

أو الإشعاع الكوني اللي ممكن يبوظ ال DNA بتاع الكائنات اللي بنحاول نخزنها.. وبالفعل كان في مقترحات معمولة قبل كده لبناء أول مستعمرة بشرية على القمر فيها، بس المشروع كان لسه قيد الدراسة..

المهم إن المخازن دي هتتبني ف الأنفاق، وبعدين تبقى مربوطة بسطح القمر عن طريق أسانسيرات متطورة مصممة للعمل على الجاذبية القمرية..

والأسانسيرات دي هتبقى بتوصل بالجزء التاني من المشروع،

اللي هو هيبقى عن منظومة اتصالات متطورة، وألواح طاقة شمسية Solar Panels مبنية فوق السطح عشان تقدر تولد طاقة لإدارة المستعمرة المصغرة دي..

والظريف بقى إن كل اللي هيبقوا شغالين في المستعمرة هيبقوا روبوتات صغيرة متصممة مخصوص للمهمة دي، عشان يبقى وزنهم خفيف ويستحملوا كمان الظروف البيئية الصعبة والإشعاع ويقدروا يتنقلوا على السطح بدون مشاكل.. وهيتم التحكم فيهم عن بعد من هنا على الأرض 

ده غير إن هيبقى في غرفة ضغط أو Airlock زي اللي موجودة على محطات وسفن الفضاء، عشان تسمح للبشر إنهم يدخلوا للمستعمرة ويزوروها ف أي وقت لو احتاجوا

وطبعًا عشان يقدروا يعملوا مشروع زي ده، ف هما هيحتاجوا يطلقوا أكتر من 250 صاروخ على الأقل، وفي حسابات تانية العدد ممكن يوصل 500 كمان.. كل دول هيبقوا شايلين أجزاء من البنك البيولوجي لأشكال الحياة الأرضية..

كل واحد فيهم جزء صغير من ملايين الأنواع الموجودة حوالينا ف الطبيعة ف كل حتة.. ومن هنا دي هتكون البداية لمستعمرة كاملة ممكن يتم إعدادها فيما بعد لاستقبال البشر نفسهم..

وتكلفة كل ده طبعًا هتبقى خزعبلية.. غير إن المشروع ممكن يستغرق حوالي 30 سنة على الأقل عشان يتبني، ده بفرض إن أصلًا التكلفة بتاعته هتبقى متوفرة..

بس برغم ده فالمشروع عجب الناس هناك جدًا،

وفي كلام على إنه بيتم دراسته حاليًا ودراسة إمكانية تنفيذه قريب من جانب الأمم المتحدة ومؤسسات علمية وفضائية كبيرة زي ناسا و وكالة الفضاء الأوروبية أو ال ESA.. وفي كلام حتى بيتقال على إنه ممكن يتنفذ في 15 سنة بس، في حالة إن حصل تعاون دولي حقيقي ف المشروع ده، لو الأرض اتهددت في المستقبل بأي شكل ممكن يمثل خطورة حقيقية على تنوع الحياة البيولوجية الموجودة ع الكوكب..

ف تفتكر الناس دي ليه خدت الموضوع بجد كده، وبيدرسوا المشروع ده وإمكانية تنفيذه، برغم إن تكلفته ممكن تعمل مشاكل اقتصادية في العالم كله، مش ف مجرد دولة واحدة؟!

هل الناس دي عارفين حاجة احنا منعرفهاش؟!.. هل ممكن يكونوا حاسين إن مستقبل الأرض فيه خطر مستنينا وجاي في المستقبل، ومحدش مننا عنده أدنى فكرة؟!

الله أعلم، بس المستقبل اللي بنسمع عنه كل يوم، وجاي بيجري ف السكة أهو، هو مبهر جدًا، ومخيف ف نفس الوقت، بشكل يخليك تتبسط إنك عايش ف العصر اللي احنا فيه ده، عشان تشوف بعينك البشر وهما بيحققوا حاجات كانت مستحيلة التخيل من أقل من قرن واحد بس!!

وهي دي حلاوة العلم والتكنولوجيا

المهم، لو الموضوع عجبك، متنساش تعمل شير ومنشن لصحابك وحبايبك المهتمين بالأمور دي عشان يقرأوا معاك ويسيبولي رأيهم مع رأيك في الكومنتات

الشير بيعبر عن دعمك، وكمان بيساعد في نشر المجهود الكبير اللي ببذله في كتابة المقالات دي، وبيوصله لناس أكتر، ف متبخلش به لو شايف الجهد يستحق



ملحوظة مهمة: معظم المصطلحات العلمية في المقال يتم كتابتها باللغة الإنجليزية إلى جانب العربية، والسبب ليس التحذلق، بل هو تسهيل البحث عنها فيما بعد في أي موسوعة أو على Google، للراغبين في الإستزادة والتعمق أكثر في الموضوعات.. شكرًا لكم

التعليقات مغلقة.