العمال في مصر القديمة

«العمال في مصر القديمة »
تعالوا ناخد جولة في مصر القديمة حيث كان المجتمع المصري ينقسم الي طبقات وكان ويلسون يعتبر المجتمع المصري يتكون من هرم يعلوه هريم منفصل يمثل الملك وتليه الطبقة العليا وتحتوي علي ” الوزير وحكام الاقاليم والكهنة ” ، ثم الطبقة الوسطي “وتحتوي علي صغار الموظفين والتجار واصحاب الحرف الممتازة من فنانين وصناع” ، ثم الطبقة الدنيا ” وتحتوي علي التجار العاملين في التجارة الداخلية والعمال والفلاحين ” .


نيجي بقي لموضوعنا وهو ” العمال “
وأشهرهم ممن يعملون في المناجم والمحاجر وفي بناء الأهرام والمقابر والمعابد ؛ وكانت الدولة تشرف علي العمال من خلال رؤساء عمال ومفتشين وتقوم بنقلهم تحت حماية الجند الي مقر العمل ، وينقسمون الي فرق كل فرقة تحمل اسم معين ، وهناك من يقوم بتسجيل أسماء العمال ومفتشون يمرون يوميا واسبوعيا .


🔹وقد عثر في منطقة الأهرام علي مساكن للعمال ، وهي عبارة عن قاعات ضيقة طويلة يبلغ عددها مائة تتسع كل واحدة لقرابة الخمسين عاملا ، وقد ضمن لهم المأكل والملبس وربما كانوا اسعد حالا من الفلاحين .


🔹قرية العمال
قرية صغيرة عند المنطقة المسماة الأن دير المدينة ” وهي التي كانت تسمي دار الحق وعمالها يسمون ” الذين يعملون في في مكان الحق ” وهم طائفة العمال المختصين ببناء ونقش مقابر الملوك؛ وكانوا يعتبرون عملهم هذا في غاية الأهمية ؛ يحيط بالقرية سور سميك من اللبن وجد عليه خراطيش الملك تحتمس الأول أي ان القرية ترجع لبداية الأسرة الثامنة عشر ، عدد المنازل التي أكتشفت بالقرية بلغ نحو السبعين منزلا مقسمة بالتساوي علي جانبي طريق يمتد من الشمال الي الجنوب وكانت المنازل متجاورة وكل منزل يشترك في جدار مع المنزل المجاور ولا توجد مسافات بين المنازل و بعض المنازل بنيت خارج سور القريه كما وجد بالقريه محكمه جميع اعضائها من اهل القريه للفصل في خلافات الاهالي ولها الحق في توقيع الجزاء والعقاب على المتهمين والعفو عن البراءه اما عن عقوبه الاعدام فكان يجب الرجوع فيها الى الوزير الذي له الحق العفو ايضا على المتهمين


🔹تقسيم العمال
يكونون فرقة تنقسم الي مجموعتين المجموعة الأولي الميمنة تعمل في الجانب الأيمن من المقبرة والمجموعة الميسرة تعمل في الجانب الايسر ، عدد عمال الفرقة حوالي ٦٠ عامل ، وزاد هذا العدد الي الضعف في عهد رمسيس الرابع .
-وكانوا يشرف علي الفرقة إثنان من رؤساء العمال لكل مجموعة رئيس ، وتحت كل رئيس وكيل يعاونه ثم كاتب مسؤل عن الجانب الإداري الخاص بفرقة العمال يحتفظ بيومية خاصة يسجل فيها أسناء العمال المتغيبين عن العمل ويحدد فيها أسباب الغياب ويسجل كل شئ هام متصل بالعمل ، ويرفع تقاريره الي الوزير او المندوب الملكي الذي يقوم بزيارة المقبرة من وقت لآخر لمتابعة ماتم من عمل بها .


🔹أدوات العمال
كانت توزع عليهم ادوات نحاسية ثم تسترد منهم عندما تفقد حدتها ليعاد تصنيعها من جديد ، وكان يسجل وزن كل قطعة واسم الذي استلمها ويوضع قطعة من الحجر لها نفس الوزن وعليها بطاقة عليها اسم العامل الذي تسليمها من الكاتب المسئول ؛ وكان معهم مصابيح الإضاءة مصنوعة من الطين المحروق تملأ بزيت نباتي وبها فتيل يصنع من الخرق البالية يسلمه المشرف علي مخزن الفرعون الموجود بالقرب من المقبرة ؛

ويسجل الكاتب يوميا عدد الفتائل الموزعة وأحيانا كان يسجل ماتم توزيعه في الصباح وبعد الظهيرة مما يشير الي ان العمل كان موزعا علي فترتين بينما استراحة للغداء ويختلف عدد الفتائل طبقا لحجم المقبرة وعدد العمال ،

وقد توصل المثري القديم لطريقة لاستبعاد الصناج المتصاعد من المصباح حتي لا يشوه جمال المناظر .


🔹نظام العمل والأجازات
يستمر العمل طول العام ويمنح العامل أجازة عبارة عن ثلاثة أيام في الشهر ” اليوم العاشر والعشرون والثلاثون” ؛ حيث يقسم الشهر عند المصري القديم الي ثلاثة فترات كل فترة عشرة أيام بحيث يكون اليوم العاشر أجازة ويضاف الي الأجازات أيام أعياد الأرباب الكبري الرئيسية في البلاد.


🔹سير العمل
يبدا بالحفر ثم يتم كسوة جدران المقبرة بعد الحفر بالجبس للرسم عليها ويتم الرسم اولا باللون الأحمر ثم التصحيح باللون الأسود ويقوم النقاشون بالنقش سواء بارز او غائر ويستمر العمل حسب حجم المقبرة .


🔹وضع العمال
وقد أشار النبلاء في اثارهم انهم أعطوا الأجر للعمال والفنانين الذبن نحتوا آثارهم ، وأن هؤلاء العمال كانوا راضيين عن الأجر ؛

وفي الدولة الحديثة أشارت النصوص الي تحسن أوضاع العمال في عصر الدولة الحديثة متمثلين في عمال منطقة دير المدينة .


ولكن في اخر عهد الرعامسة بداية من عصر رمسيس الثالث وصلت الينا مجموعة من الوثائق تتناول تاخر الرواتب المصروفه للعمال بسبب ازمة اقتصادية مرت بها البلاد الى جانب عدم امانة بعض الموظفين مما جعل الحكومة تفشل في مد عمال دير المدينه مخصصاتهم وهذا الامر يؤدي الى اول اضراب في التاريخ.

التعليقات مغلقة.