كيف بدأ الفساد والكفر من بعد آدم عليه السلام

نبي الله نوح عليه السلام
( وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )

أن الله خلق البشر وزرع في قلوبهم فطرته
وأن بداية كل الخلق على الفطرة النقية الموحدة
لخالقها العظيم يطوفون حول الشجرة النورانية
وأن ابليس زرع شجرته الخبيثة في الظلام
بعيدا عن رحمة الله التي اصلها ( انا خيرا منه )
وأن الكثير من البشر انفضوا الى تلك الشجرة الخبيثة
ليأكلوا من ثمرها الخبيث مرضاة لأنفسهم
وتركوا ما فطرهم الله عليه
وأن الآباء الذين هم في مقدمة البشرية
بعد آدم اشركوا بالله على علم
وأن الابناء قلدوهم من غير علم ،
وأن ابليس لعنه الله اذاق بعض الجبابرة والطغاة
والعامة من جنده من شرابه الخاص ( الانا )
فظنوا انفسهم افضل من غيرهم من الإنس
وان عروقهم تجري بها دم الآلهة

بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشر قرون
واختلف اهل التفسير على معنى ( قرن )
هل يعني القرن ١٠٠ عام ، ام اكثر ؟؟
وهناك اقوال كثيرة

بعد ادم كانت ذريته كلها على الاسلام يعبدون الله الواحد
الى أن جاء ذلك الوقت الذي نمت فيه
شجرة ابليس الخبيثة { الأنا } واثمرت
وأخذ يدعو إليها اصحاب النفوس الضعيفة
ولاقت دعوته استجابة كبيرة من الناس
وابتعد الناس عن دين التوحيد وعن سنة العدل الاجتماعي
فأصبح القوي يستعلي على الضعيف
وأصبحت ( الانا ) شجرة ابليس الخبيثة
هي من تحكم وصار مقياس القوى بين الناس ( الانا )
انا اكثر مالاً ( إذن انا قوي )
انا سيد القوم ( اذن انا قوي )
انا اكثر اولاداً (إذن انا قوي )
حتى اصبحت ( الانا ) مقدسة بين الناس ،
فمن اراد ان يحاربها يقاتلونه عليها حتى الموت

فأصبح هناك في ذلك المجتمع سادة القوم
من ألبسهم ابليس تاج ( الانا ) واسقاهم من شرابها
واستعلوا على عامة الناس من الضعفاء
وظلموهم واكلوا حقوقهم
فالضعفاء هم من لا يحملون إي لقب براق
في المجتمع ليس لديهم اموال ولا مكانة
واما من يحملون تاج ( الانا ) الاقوياء والاغنياء والسادة
اصبحوا ينظرون الى الضعفاء على انهم جنس بشري
لا قيمة له امام الاقوياء
وكانوا يحملون ثقافة الشجرة الخبيثة
التي زرعها ابليس ( أنا خير منه )

كيف فعل ذلك ابليس لعنه الله ؟؟
قال تعالى ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )
هذه الآلهة هي لبشر صالحين من ذرية آدم عليه السلام
ود ، ويغوث ، ويعوق ، وسواع ، ونسر

وكان {{ وداً }} رجل صالح في العراق
وكان محبوب بين الناس ، وقد تعلقوا به كثيراً
( اي انسان صالح ويحبه الناس اذا مات يترك اثر كبير
في النفوس ، فهو الذي يحل مشاكلهم ويحكم بينهم
ويصلح ويسعد القلوب الحزينة بكلامه )

فلما مات (وداً ) ترك موته أثر في قلوب الناس ،
فعندما يحزن رجل منهم يذهب الى قبر ( ود )
عندما يفرح يذهب لقبر ( ود )
وهكذا اصبحت الناس كلما حنت تذهب
وتقف عند قبر ذلك الرجل الصالح ( ود )
فلما رأى ابليس تعلق الناس بود ،
تمثل لهم بصورة انسان
فوقف اللعين ابليس بينهم وقال :_
( إني ارى جزعكم واهتمامكم بهذا الرجل ،
فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه؟
لماذا تتعبون انقسكم رايحين وجايين على قبره ،
انا اصنع لكم تمثال على شكله في مكان اجتمعاتكم
وقتها سوف يكون معكم بصورته وهكذا تتذكروه دائما )
فأعجب الناس بالفكرة قالوا:_ نعم
فصنع لهم تمثتل على صورة ود
واخذوا هذا الصنم ( ود ) ووضعه في مكان اجتماع الناس
فزاد تعظيمهم لذلك الصنم لأنه يذكرهم ( بود )
فلما راى ابليس ذلك الاهتمام منهم
تمثل لهم على صورة انسان
وقال لهم : _ هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالًا مثله ليكون له في بيته فتذكرونه؟
قالوا:_ نعم
فصنع لكل اهل بيت تمثالاً مثله ،
يضعه في بيته ليتذكر ذلك الرجل الصالح ( ود )
( هنا ابليس بخبثه استطاع ان يدعو الناس الى شجرته الخبيثة بالتدريج ليبعدهم عن الشجرة النورانية
فأبليس معروف أنه يعمل بالتدريج
لذلك قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ)
فهو بخبثه يستدرج الناس الى المهالك رويدا رويدا

وقع الناس في فخ ابليس .. وهنا يأتي دور التقليد
( لأن نحن البشر نعشق التقليد ولو كان بنطلون
جنز ممزق عادي نشتريه ونلبسه ، المهم نقلد )
فكلما مات رجل صالح في قرية بعيدة او مدينة
قلدوا قوم ( ود )
( يغوث ) الرجل الصالح عندما مات ، قام قومه
وقلدوا قوم ود وصنعوا ( ليغوث ) صنما على صورته
وهكذا فعل قوم ( يعوق ) وقوم ( سواع )وقوم (نسرا )
هم الى الآن يعبدون الله
ولكن انحرفوا عن الطريق المستقيم قليلاً ،
هم فقط يتذكرون بهذه الاصنام صور الصالحين
يستأنسون بذكراه

مات الاباء وبقيت هذا الاصنام متوارثة بين الابناء
وبما أنها ورث الاباء يكون لها مقام حب وتعظيم للأبناء
( ابي كان يحبه فأنه يذكرني بأبي لذلك هذا الصنم
عزيز على نفسي … و من هذا الكلام )
ثم تمثل ابليس للابناء على صورة شيخ كبير
( على اساس عنده خبرة )
وجلس يخبرهم عن الاجداد وكيف كانت
اذا انقطعت الامطار يأتون الى هذا الصنم ( ود )
فيتوسلون الى الله به كي يمطرهم فيسقون المطر ببركته
( ويخبرهم الاخبار الكاذبة ومرة واحد كان لا يخلف
وليس عنده اولاد ، و وقف عند صنم يغوث
وتوسل الله فيه فرزقه الله الولد …
وهكذا من قصص ابليس الكاذبة)
والابناء صدقوا ذلك
واصبحوا كلما مر الواحد منهم بكرب التجأ
الى هذا الصنم يتوسل الله
وهكذا توارث الآباء والابناء تعظيم هذه الأصنام
حتى اتخذوهم إلها يعبدونه من دون الله عزوجل
واستطاع ابليس بذلك ان يقود الناس
الى شجرته الخبيثة الانا ويبعدهم عن فطرتهم النقية
فكان أول ما عبد من غير الله ( ود )الصنم الذي سموه وداً

قال تعالى ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )
وهذه الآلهة ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر
اصبحت آلهة للبشر تحت حكم شجرة ابليس الخبيثة وثقافتها (أنا خير منه )
وانطلق الناس جميعهم نحوها وتركوا تلك الشجرة النورانية شجرة التوحيد واصبحت فارغة من الطواف حولها
وصار الناس يطفون حول شجرة ابليس الخبيثة

احكام الآلهة في ثقافة الشجرة الخبيثة
الحق والنفع والضرر يقرره كبار شياطين الانس
المقربين من ابليس الذي ألبسهم تاج ( انا )
فالأمر الذي فيه منفعة هو ما يقوم به الطبقة العليا
والقوية ليس للضعفاء والعامة رأي على الإطلاق
الآلهة ( ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر )
لكل آلهة احكام وتشريعات يضعها اسياد القوم
الذي يلبسون على راسهم تاج ( انا )
كل صنم له كهنة خاصة به ، وله طقوس عبادة معينة ومختلفة عن الآلهة الاخرى
والذي يقر هذه التشريعات هم القادة وكبار القوم
ومن يملكون المال فقط
العامة من الناس لا قيمة لهم هم فقط يتبعون السادة
( ثقافة الشجرة الخبيثة معك قرش بتسوى قرش )

هل رايتم ؟ هذا حال البشر في بداية الدنيا
في فصلها الأول إذا عرفنا هذا
سنعرف تماماً مقصود كلامي عندما كنت اقول لكم
في السيرة النبوية العطرة ( ان الكفر عناد )
كانوا يسمون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
الصادق الامين ،
وعندما اوحى الله إليه كذبوه وهم يعلمون أنه صادق
لأنهم يخافون على ( انا )

لهذا يخاف كل الطغاة والجبابرة والعصاة من الاسلام
لأنه خطر كبير على مصالحهم ، ستضيع ( الانا ) منهم بالاسلام ، وتؤدي الى كساد بضاعتهم وتجارتهم ؟؟


فالإسلام دين الله الذي اختاره لعباده
ودين الانبياء جميعا ففي الاسلام
لا فرق بين عربي واعجمي ولا اسود ولا ابيض
لا يوجد بالاسلام ( معك قرش بتسوى قرش )
في الاسلام إن اكرمكم عند الله اتقاكم
وهذا الذي لا يرضي ابو جهل ( أن تسحب انا منه )
فابوجهل لا يرضى أن يكون مثله مثل بلال الحبشي
ذلك العبد ذو البشرة السوداء الفقير
الذي لا قيمة له في نظر قريش
هل عرفتم لماذا يحارب الاسلام ،
هل عرفتم سبب محاربة الانبياء جميعاً ؟؟

كان خروج الناس في فصل الدنيا الأول عن الفطرة
التي غرسها الله في قلوبهم بقيادة ابليس لعنه الله
ابليس هو صاحب فكرة ( انا خير منه )
هو صاحب فكرة التحقير والانتقاص
بين الانسان مع اخيه الإنسان
فلما بعث الله سيدنا نوح عليه السلام كان قومه
قد قطعوا مسافات في ثقافة الشجرة الخبيثة ( الانا )
وصنفوا الناس على حسب
اموالهم و اولادهم و ومركزهم بالمجتمع
( تماماً كحال البشر هذه الايام ،
انسان جاهل لا يفقه شيء ولكن معه المال ،
امواله تجعله مسؤول حتى رأينا باعيننا
كثير من الرويبضة ينطقون ،
الرجل التافه يتكلم في امور العامة )

واصبح لقوم نوح آلهة من اصنام حولها الكهنة
و مهمة الكهنة أن يحافظوا على عبادة الاصنام
تحت رعاية ( تقليد الآباء ، وهذا ما وجدنا عليه آباءنا ،
وإنا على آثارهم مقتدون ومهتدون )
وبهذا الفعل اخرسوا الفطرة في الابناء
فبعث الله نبيه نوح عليه السلام ، ليرجعهم الى
فطرتهم السليمة النقية التي فطرهم الله عليها
وليخرجهم من الظلمات الى النور

(الآن نستطيع ان فهم مانعيش ونحيا به الآن نحن وقلنا آبائنا الا وهي عباده ابليس بدون شعور من خلال عباده ( الانا ) وضربت المثل بقصة نوح لتفهم مانحن فيه جيداً ،

والله المنجي والرحيم بما هو قادم إلينا في قادم الأيام

رجلا من اقصي المدينة

التعليقات مغلقة.